الثلاثاء، ٢٠ مايو ٢٠٠٨

يومٌ في طنجة ..

1405هـ - 1985م

ِإهدَاءٌ
أُم أَنَس .. أَنتِ لِي الدّنيَا مُجْتمِعَةً .. أَنتِ لِي الأُختُ وَالصّدِيقَةُ وَالمُعَلِّمَةُ ..
أنتِ الأمُّ مَعِي لأولادِيْ ..
لَمْ أَنسَ لَحْظَةً وَاحِدَةً فَضْلَكِ العَمِيمَ عَلَيَّ ..

فَجْرٌ يَتَرَقَّبُ .. وَوَالِدٌ حَكِيْمٌ .. وَطَرْقَةُ بَابٍ ..
وَالرِّحْلَةُ مِنْ أَسْبَانْيَا إِلَى طَنْجَةَ .. عَبْرَ مَضِيقِ جَبَلِ طَارِقٍ ..


تثاقلت أجفاننا عن الصحو في وقت السحر حينما طرق والدي باب غرفتنا يستحثنا النهوض والاستعداد قبل حضور الحافلة , فرحلتنا السياحية ستكون إلى المغرب , إلى طنجة تحديدا ..

الزمان .. هو آخر السحر , والمكان مدينة ملقا في منطقة كوستا ديل سول في جنوب أسبانيا . وأما الذكريات فأبدع ما تكون ! لأنها ذكرياتٌ أدار فعالياتها بمهارة مهندسُ الرحلة البارع " والدي " , فكانت - رغم تبرُّمنا الطفولي الساذج أحيانا - أجمل الذكريات , وأعمقها نقشا في عقولنا وقلوبنا وكل أحاسيسنا ..

كان جدول رحلاتنا في أسبانيا يتطلب غدوا باكرا جدا في الصباح , أبكر من الدوام المدرسي . كما يتطلب رواحا باكرا في المساء , أبكر من الغدو إلى البيت في يوم مدرسي كذلك . كنا كالطيور تماما غدوا ورواحا ..

وكان العش الدافئ في المساء يضم الأسرة .. في أجمل ما تكون اللحظات .. القهوة العربية , والتمر الفاخر و.. الحبيبين الوالدين .

لقد كانت لحظات ثمينة , نقتنص فيها راحة بال ربّان سفينتنا "والدنا" من مشاغله التي لم تقطعه عنا يوما , وإنما تقطع عنا رؤيته مرتاحا - متعنا الله ببره وبقائه - .. وكنا أحيانا نذكر الديار , وأخرى نخطط لرحلة الغد . رحلة طنجة سينقلنا إليها حافلتان : حافلة برية في نصفها الأول , ثم أخرى بحرية تحفل بالسياح في نصفها الأخير . صحونا , ثم أخذنا استعدادنا سريعا , والليل لا يزال جاثما بظلمته على مياه ساحل البحر المتوسط المنبسطة أمامنا , رغم أن الشمس تشرق من جهتها تماما .. لا زلنا قبل الفجر .. حتى إذا ما نزلنا إلى بهو الفندق , وجدنا الحافلة تنتظرنا فركبناها , وما زالت أجفاننا تنازع النوم .. كانت الحافلة كبيرة جدا , وتتسع لعشرات الأشخاص , غير أننا كنا في مقدمة من مرّت عليه الحافلة ؛ إذ إن رحلتنا تضم أفرادا من فنادق ومناطق سكنية شتى .

قرُب الفجر , وامتزجت أسمال الليل المغادرة بخيوط النور , تنسج قصة اليوم الجديد . وانتعاشةُ الصبح تدب فينا , وصوت الشيخ القارئ علي الحذيفي يصدح في أرجاء الحافلة بهدوءٍ وسكينةٍ يتلو القرآن الكريم .. يحمل انتعاشة الجسد بين كفي الروح المحلقة في آيات الله . لله درّها من لحظات !!

كان الوقت بعد ذاك مناسبا جدا للنزول وأداء صلاة الفجر , وبعد أدائها ارتاحت نفوسنا إذ خشينا أن لا نجد المكان المناسب للصلاة . توقفنا أيضا لتناول طعام الإفطار في مطعم صغير على الطريق , وكان لهذا الإطار مذاقا خاصا في ساعات الصباح الأولى , وفي أحضان الطبيعة الأندلسية الساحرة !

شقت الحافلة طريقها بين حقول أشجار الزيتون الممتدة تارة , أو على حرف البحر المتوسط تارة أخرى . والنور ينتشر رويدا رويدا , يبسط تباشير الصبح , ويبعث عبق النشاط , وبدأ الناس في الحركة بعد الهجعة . كانت الحافلة تتبع اللوحة الإرشادية إلى مدينة تاريفا , أثار اهتمامنا النغمة العربية التي تصاحب تهجئتنا للكلمة . وتاريفا مدينةٌ ومركز ساحلي في الجنوب الإسباني , تجاور تقريبا منطقة جبل طارق التي تعد منطقة بريطانية , وليست إسبانية .

وعند تاريفا دخلنا مبنىً أشبه ما يكون بمركز صغير . ومنه أخذنا تذاكرنا للصعود في المركب البحري الذي سينقلنا عبر مضيق جبل طارق إلى مدينة طنجة في شمال المغرب . قطعنا المضيق في حدود 35 دقيقة فقط , حتى وصلنا إلى مدينة طنجة في المغرب .


كنا في صحبة مرشد سياحي قد هيّأ لنا برنامجا كاملا للرحلة , وبانتظارنا من سينقلنا إلى داخل المدينة . كان الجو مشمسا جدا , وبدا لي أن الرقعة الخضراء في طنجة أقل منها في الجنوب الإسباني مع كون الجنوب الإسباني لا يتميز بمساحات خضراء مشبعة الاخضرار أو كثيفة الأشجار . ما كان يميز جنوب أسبانيا هو حقولُ أشجارِ الزيتون المتباعدة , التي لا تنازع الشجرة منها مملكة أختها في محيط كافٍ لامتداد الجذور , وامتلاك مساحة أرضية تكفل للشجرة الواحدة قدرا مناسبا من الماء .

وصلنا إلى وسط مدينة طنجة , وهناك بالفعل تغيرت ملامح البلد . وبدت طنجةُ لنا مدينةً عربيةً . وقد تميّز لباس أهلها المغربي الفضفاض بالأغطية الخرطومية الشكل , وألبسة نسائها بالمناديل الصغيرة التي تغطي مساحةً من الوجه , في الوقت الذي تكون أرديتهن مفتوحة الجانب , فتبدو معه أقدام المرأة أو جزءا من ساقها , وهو الأمر الذي شكّل لدي شيئا من المفارقة .

اتجهنا بعد ذلك إلى منطقةٍ ذات أبنية شعبية بيضاء . وأخذنا جولتنا بين أزقتها الصغيرة والمتعرجة , وبين مساحات تتوسط الأبنية وطرقات وسلالم . لقد كانت المنطقة نظيفة مهيأة بشكل جيد للسياح حسب ما أذكر .. أما المرشد السياحي فقد كان مغربيا , مما يلزمنا أن ننصت إليه جيدا لنفهم ما يقول بلهجته المغربية التي لم نعتد عليها .

وكان مما وعدناه خلال جدول الرحلة أن نتذوق الشاي المغربي في أحد المحلات التي تقدم ذلك الشاي , وأن نزور محلات بيع الزرابي ! ثم نتجه إلى أفضل المطاعم هنالك لنتناول وجبة الغداء في أجواء مغربية .

من بين كلماته المغربية كان يردد المرشد على مسامعنا لفظ الزرابي ! ولا شك أنه لفظ قرآني لا نستغربه , إلا أننا بدأنا نفتش في أذهاننا عن موضع ورود اللفظ في القرآن الكريم لنتذكّر معناه . فتذكرنا قوله تعالى في سورة الغاشية في وصف الجنة : " ونمارق مصفوفة , وزرابيّ مبثوثة " فاختلط علينا ماذا تكون , لكننا أيقنا أنها نوع من الأثاث .

وصلنا إلى دكاكين بيع الزرابيّ , وبدا لنا جيدا أن ما يقصده هو السجاجيد , وأعجبنا جدا استخدام هذا اللفظ القرآني . كانت هذه السجاجيد متنوعة متلونة ذات طابع مميز .

تجوّلنا في أسواق طنجة الشعبية , وكنا نرى على طرقاتها الأطفال يلهون ويلعبون هنا وهناك . وصادفنا إذ ذاك طفلا مغربيا بين العاشرة والحادية عشرة تقريبا , تعرف من لمعة عينيه موهبة خاصة , كما تقرأ منهما ألما دفينا . لحظنا أن هذا الطفل يتبعنا أين ذهبنا .. وخمّنا* دافعيةً لديه إلى الحديث معنا .. وبالفعل اقترب الفتى .. تحدثنا معه بحديث .. كان الطفل مسرورا جدا للقيانا , وسَأَلَنا وسألناه . ولقد كان يتكلم لغة عربية فصيحة , فخجِلنا أن نتكلم معه في المقابل بلهجتنا الخليجية , واضطررنا أن نحادثه بمثل فصاحته .. نحاول أن نكون مثله وليفهم منا ما نقول , كما فهمنا منه قوله الفصيح . لفت نظرنا كذلك أنه يتكلم بثقةٍ كالكبار , وحيويةٍٍ يندر أن تجدها في الطفل حين يحادث الغرباء , ومع ذلك كان بالغ التهذيب . لقد اتضح لنا أن هذا الطفل من عائلة فقيرة , كما اتضح لنا كذلك أنه يدرس في حلقات تحفيظ القرآن الكريم , وأنه يحفظ قدرا منه . هنا سُرِرنا كثيرا لوجود مثل هذه الحلقات في طنجة , وزالت بالطبع علامات التعجب لدينا حول فصاحته . تركنا هذا الطفل وقلوبنا تدعو له بالخير والحفظ ..

سارت بنا الطرقات في أزقة طنجة وأسواقها وأبنيتها المتعرجة الجميلة البيضاء .. حتى وصلنا إلى المطعم الذي نسّقت الرحلة السياحية تناول غداءنا فيه ذلك اليوم . كان المطعم ذا طرازٍ مغربي , وقد وجدنا فيه من براد التكييف وظلال الأنوار الهادئة جدا ما أزال عنا حرارة الجو في الظهيرة , وإجهاد أعيننا في شمسها الساطعة .

اتخذنا مجلسنا في المطعم استعدادا للغداء غير أننا أنكرنا فيه أمرا مخالفا , فخرجنا منه . وهنا كانت المفاجأة ! لقد كان الطفل المغربي يرمق من بعيد قد صرّ عينيه ليرى في شمس الظهيرة الساطعة . حتى إذا ما رآنا خارجين توجه إلينا يلومنا :

أَلَمْ تَجِدُوا غَيْرَ هَذَا المَطْعَمِ لِتَتَنَاوَلُوا غَدَاءَكُم فِيهِ ؟

فقلنا : ما المشكلة ؟

قال بلسان عربي مبين , وبملء فمه : هَذَا مَطْعمٌ يَهُودِيّ ..

صَاحِبَتَهُ يَهُوْدِيّة .. إِنّهم يُقَدِّمُونَ الخَمْرَةَ !!

ومضى يتحدث بحرقة وألم , حتى خُيل إلينا أننا أمام خطيب مفوّه – بارك الله فيه – برغم بساطة كلماته وعفويتها . فلُمنا حينئذ أنفسنا , كيف لم نستوثق ! وإن لم نكن في حقيقة الأمر نعرف أصلا أن المغرب فيها يهود ..

في هذه الأثناء خرجت صاحبة المطعم العجوز تبدو من سحنتها الشقراء أنها ليست مغربية الأصل , فنهرت هذا الطفل وأمرته بالابتعاد عنا , زبائنها , ولكن هيهات .. لقد اطمأنت أنفسنا إلى كلمات الصبي العفوية , ثم عافت بعدما سمعت ورأت هذا المطعم ..

انطلقنا لنعود إلى حافلتنا السياحية , ومنها إلى الساحل حيث عدنا إلى تاريفا ثم إلى ملقا , عبر الطريق الساحلي الزيتوني في وقت الأصيل .. ووصلنا قبيل المغرب إلى عشّنا .. إلى الفندق متعبين .. ولكن مشتاقين إلى جلسة المساء الدافئة ..












.......................
* قدّرنا .









هناك ١٢ تعليقًا:

غير معرف يقول...

ذكرى مأرقة ، لمجد أضاعه أمثال النساء في تتبعهـ/ـن للمذلات من المشارب والمجالس والرقص.. ساسة دول الطوائف ركنوا للخوالف إلا فيما بينهم من حروب ..

ماذا صنعت أستاذة ترفق..

أرحلة قريبة من بحر الظلمات ؟..
أملك أم نبوة أبالقاسم تبلغ مبلغ الليل والنهار حتى وصلت إلى بحر الظلمات ، قرآنا غضا طريا يتلى ، وقد كان كفار قريش، يهزؤون به وبما جاء.. صلى الله عليه وسلم..
فأي نصر هذا ؟ أي أمل في عصرنا الأسود ؟ جئتم به أستاذة..
ياله من دين ..
أين عقبة بن نافع خاض بفرسه بحر الظلمات فتحداه ُ ..
ونظر إلى أمريكا وأقسم لو علمت أرضا خلفك لبلغتها الملة المحمدية والحضارة القرآنية..
ثم توجهوا شمالا للأندلس.. ثم بحيرة جنيف ..
ساح الفكر لمقولة أم عبد الله الصغير لضناها الخليفة حين خرجوا منهزمين..
" ابك بكاء النساء ، ملكا لم تحافظ عليه "



ساح الفكر لسؤال يدق رأسي دقا..
( فتح المسلمون الأندلس فعاش المسلم بجنب النصراني، متعلما مكرما، ذهب المحاربون منهم إلى جبال الأندلس شمالا، فلم يستأصلهم المسلمون ، عن بكرة أبيهم، بل أبقوهم ، أتسائل عن الجمال الإسباني جمال الطبيعة ، كيف كان يواري تحته محاكم تفتيش لانت لها قلوب اليهود التي لا ترحم )
أقرأ أسماء لا عبي الأسبان لكرة القدم..
فلا أجد دليلا على عربي أو مسلم إلا تقاسيم وجهه

أسأل الغادي والرائح، هل رأيتم مسلمين ؟
هل رأيتم بقيّة من لباس أو اسم لرجل أو امراة أو جد مسلم ؟

يااااااااااااا الله !
تصفية جسدية في محاكم التفتيش لكل مسلم
أو يتنصر..
الشيء الوحيد الباقي لنا كدليل تلك الأشباه العربية..
والتقاسيم الأندلسية..
حتى أصبحت أسبانيا من أكبر الدول الأوربية الكارهة للإسلام والمسلمين
هم أولئك من كانوا يوما أبناء أبناء أبناء المسلمين..

ياليت أن تلك القلوب التي ترأف بالحيوان رأفت بإخواننا في محاكم التفتيش..
ياليت - وهل تجدي ليت - ياليت تلك القلوب التي قدّرت الآثار والمخترعات الإسلامية والأنهار، قدرت أخ مسلم لي في محاكم التفتيش..
سؤالي الذي يدق يا سادة ، أين تلك الحضارة من بني الإسلام في الأندلس ؟؟؟؟؟ أين الأوادم ؟؟؟

ومما يؤسفني حقا أن الشعراء رثوا الصخر والمسجد ولم يرثوا أمما من المسلمين أبيدوا !!! أين هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم الآخذ بستار الكعبة المقسم بأنك عظيمة ولكن دم مسلم أعظم عند الله منك ِ

انفجر رحــّـال هنا، فاستروا على ما قرأتم .. ولا تؤاخذوا مكلومًا..
يا أوروبا يا شمطاء واجهت عربًا ، ولم تواجهي مسلمين بعد.. لازلنا نفرغ غيظنا ببري الرماح وسن السيوف، نعم نحن الآن عاجزين، ولكننا ننتظر الإذن من الله والموقعين عنهم ..

بالله، سل خلف بحر الروم عن عرب ٍ *** بالأمس كانوا هنا واليوم قد تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب *** فسائل الصرح: أين العز والجاه ُ

يا إخوة يا سياح يا من وقفتم على محراب الحمراء ، يا مسلمين.. سيصدق هذا الوصف..
هذي معلم خرسٌ، كل واحدة *** منهنّ قامت خطيبا فاغراً فاه ُ
إني لأشعر - إذ أغشى معالمهم- *** كأنني راهب يغشى مصلاه ُ
الله يعلم، إني ما قلبت سيرتهم *** يوما فأخطأ دمع العين مجراه ُ


يااااااااااااا أسفى على إخوة أبيدوا في الأندلس ..


وأما قصت الطفل الفقير.. الغير فقير..

أتعجب من نظام ، يجيع أولاده ويفتح لليهود أبوابه ..

أتى التعليق على قدر بسيط مما حمل هذا المقال من فوائد ،
زرابي رحلتكم رائقة ..

رحيل يقول...

كل الهموم التي ذكرت - أخانا رحّال - قد غشتنا , وأحزنتنا .. كثيرا أحزنتنا ..
وانبرت ذكراها أكثر ما انبرت حين كنا نتجول في الحمراء , يطأ أرضها معنا من كان يوما يصفّينا , يريد أن يمحوَ وجودنا من هذه الأرض التي استبشرت بنا نحيي كلمة التوحيد عليها , تُناغم لهج الطبيعة , لهج البحار , لهج الطيور والوحوش , وأزهرت وأينعت وأثمرت , ثم صار ما صار .

رددنا كثيرا في ردهات القصر مقولة أم عبدالله الصغير : " ابك بكاء النساء ، ملكا لم تحافظ عليه " وعلى شرفاته , وإطلالاته على الممالك .. مشفقين على حضارة رأينا أطلالها , وملكا شهدنا آثاره , فأخذتنا الحرقة على من ضيّعه ..
وللأسف إن كان الإسبان قد أبقوا علي القصر معلما , إلا أنهم خانوه تاريخا .. فكم تكلّم المرشد السياحي عن حفلات السهر والغناء والمجون .. وكأنما كانت هي بضاعة المسلمين الوحيدة إلى أوروبا !
أجمل ما صنعته أختي - أم عاصم - إذ ذاك , أنها صحِبت معها كتابا عن تاريخ المسلمين في الأندلس .. عن عبدالله الصغير تحديدا ..
فكانت تقرأ وترى .. وتبثنا أشجانها .
أما الأندلس , فأتذكّر فيه ما كان يردده شيخنا " نزار الحمداني " رحمه الله تعالى , إن الإسلام إذا تلبّس شيئا فيجب ألا يخرج منه , فالمرتد يُستتاب وإلا قتل . وأرض الأندلس تبقى أرضا إسلامية يجب أن تُسترد ! ..
هكذا كانت كلماته تبعث فينا معانيَ تؤرقنا , وتثير هممنا , ويحزننا أننا لا حول لنا ولا قوة ..
ولكن أرجو مع ذلك ألا تتملكنا مشاعر اليأس والقنوط , مخالفين أمر ربنا {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْح اللَّه إِنَّهُ لَا يَيْأَس مِنْ رَوْح اللَّه إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ }يوسف 87
إن الإسلام - يا أخي - ينتشر بقوة في أوروبا , ووالله إني لأجد قول الله تعالى : " ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا " يبرّد أنفسنا المحترقة , ويجبر أرواحنا الكسيرة في هذا العصر , الناس تُقبل على الإسلام بصورة عجيبة , لا يمكن لأحدٍ نكرانها ..
وقد شهدت بأم عيني أحدهم - أستاذا أمريكيا منحازا إلى اليهود - يقرّ بأن الإسلام أكثر الأديان انتشارا في الولايات المتحدة , وكأني أراه قد احترق في داخله غيضا . وما شهدته من قولٍ إنما كان منذ ثمان سنوات , فكيف الحال الآن ؟!
لا أظننا بحاجة إلى قول فلان أو علان فهو واقع مشهود ..
إن دين الله باقٍ , ولا يمكن أن يعود التمكين في لحظة أو في سنة , أو عشر , ولن يعود بطريقة واحدة ..
حسبنا أن كل الطرق المتاحة أمامنا تنادينا أن بلّغوا الإسلام ..
من احتاج إلى سفر هناك يبلغه بوعيه وسلوكه وأخلاقه ودعوته بالحسنى ..
ومن تصفح الشبكة فما أكثر السبل ..
لنعملَ , لنعملَ , قد نحتاج إلى أن نلتفت إلى حضارة تخلفّنا عنها , ولكنها إلتفاتة تشدّ الهمم , وتلهم الدروس . لا تفتّ العضد وتزرع اليأس والأسى ..

إن لم يتح لنا أن ندخلها فاتحين , فيتاح لنا ألف مرة أن ندخل قلوب أبنائها بالإسلام , ليفتحوها من قعر دورهم ..

يعجبني في شيخنا ناصر العمر تفاؤله , وأرجو ان أكون أول من يشاركه التفاؤل ..
لكنني أطالب نفسي العمل , وأن أكون شيئا ما في صناعة عودة المجد , وحمل رسالة الإسلام الطيبة للعالمين ..
بإذن الله ..

أخي الكريم رحّال لقد نكأت جرحا عميقا ..
وذكّرتنا مالا يجب أن ننساه على أية حال ..

شاكرة لك تفاعلك الطيب .. وطرحك الضافي ..
فجزاك الله خيرا ,,

فاطمة مساعد يقول...

آه

فتحت جرحا :(

رحلة ماتعه

شهيدة يقول...

لم اقرأ منها سوى الاهداء .. ومما لمحت عيني انها ستفتأ جرحا عميقا فينا

على وعد ان شاء ربي بعودة

مع ارق التحايا

دعواتك استاذتنا فامتحاناتي بعد ايام

غير معرف يقول...

أشكر لكم هذه الكلمات والرد..
شعرت هنا أني عدد واحد صحيح.. فجزاكم الله خير بحفاوة قولا وبرهانًا..
تليميذكم رحــّـال

غير معرف يقول...

كل الإعجاب !

تحياتي

شهيدة يقول...

وقرأتها ويااكم استمتعت

اشعر حال قرائتي حروفكم اني ازيد لغويا وكأني اقرأ في احد كتب الادب هذا علاوة عن الفائدة الأصليه

بارك الله جهدكم واثابك الخير العميم

لي صديقه مغربيه حبيبه تحكي لي قبسا من روعه المغرب الطبيعيه كما يقال " شي بياخد العقل "

ذكرني ما عرجتم عليه في مضيق جبل طارق وفاجئني انه ملك بريطانيا رغم مسماه الذي ينخر في جماجمنا الذكريات السالفه كي لا ننسى

وانا اقرأ تذكرت نشيد عن الاندلس في شرائط نداء وحداء القديمة فمتى ذكرت المغرب تطفو على سطح الذاكره فردوسنا المفقود .. بقدر حبي للنشيد بقدر ما يؤلمني كل مرة اسمعه فيها

يا أرض أندلس الحبيبة سلمي
اني بكيت على فراقك فاعلمي
لم تنسني الايام صوتك عندما
ناديتني فصمت لم لم أتكلم
وقعدت عن أرض تباد وعن ربى
سعدت قرونا في جوار المسلم



اعتذر للاطاله

ووافر ودي

رحيل يقول...

الأخت الكريمة
دانة الروح

مرحبا بك : )

رحيل يقول...

عزيزتي شهيدة

آمل أن تكون نتائج اختباراتك
كما تحبين وأكثر ..

أما جبل طارق
فلذلك الجبل وقفات أخرى ..
تركيبته الشامخه
تذكّرني شموخ تاريخ الإسلام الخالد ..
وانكسار قمته
تشي بنوع من الحزن لافتقاده ..

يا لشوقي لعزه !

وذكرى الأندلس
فتلك التي تطرب لها كل أذن
وتهفو إلى إعادة مجدها كل نفس ..

أقر الله أعيننا بعز الإسلام
في بقاع الأرض .

رحيل يقول...

ضيفتي الكريمة
نهى

ولك كل الترحاب ..

كوني بقرب : )

غير معرف يقول...

مؤلم ،

أعجبني ذاك الطفل المغربي رغم الألم صدع بالحق ،

عبدالعزيز ،

[ أنصحكم بإستخدام مدونات ورد أفضل بكثير من هذي ]

غير معرف يقول...

الاندلس
اه يالاندلس
اه يالاندلس واه يا مجد المسلمين الضائع متى ستعود :(


اعترف لك اختي الغاليه رحيل أنني عندماابحرت في النت وتعرفت على مدونتك الرائعه أنني كمن وجد كنز