الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠٠٨

صلاة الجمعة في زيورخ .. تختلف !

1405هـ /1985م

خلال جولة أوروبية ..
وافق يوم الجمعة فترة إقامتنا
في مدينة زيورخ السويسرية ,
فأراد رجال الرحلة أن يبحثوا عن
مركز إسلامي أو مسجد في المدينة ..
ليؤدوا صلاة الجمعة ..

كان أقرب ما لدينا دليل الهاتف نبحث فيه عن كلمة mosque أو Islamic center
تهللت وجوهنا حين وجدنا في قائمة الأسماء بغيتنا ,
فقد وجدنا عنوانا لمسجد اسمه حسب ما أذكر مسجد أحمدي ..
ولم نكن ندرك أبعاد التسمية !

اتصلنا بالرقم للتأكد من إقامة صلاة الجمعة ,
فجاءت الإجابة بأي نعم ..

وفي وقت مبكر من ضحى يوم الجمعة تم الاستعداد , وفقا لعادة الوالد الحميدة في التبكير في المواعيد ,
وحبه في توفير وقت كاف للخروج , ثم الوصول قبل الموعد ..

يممنا صوب المسجد جذلين ,
ففي الأيام القليلات التي أقمناها في زيورخ اشتد الحنين بنا إلى سماع صوت داعي الحق .. الأذان

أقبلنا جمعا نحو المسجد
فإذا به يبدو لنا مبنى أبيضُ أنيقٌ ,
بعمارة متقنة , قد خُط على واجهته الشهادتين بخطِّ ثلث جميل وكبير .
ويحيط بالمركز شيء من المزروعات المنسقة ..

انطلق الرجال نحو بوابتهم ,
وانطلقنا نحو بوابة النساء , والبسمة ترتسم ذراعين على وجوهنا ..

وما أن دلفنا المسجد واتخذت أقدامنا مواقعها على السلالم المؤدية للدور العلوي
حتى تبددت الابتسامة إلى علامات استغراب واستهجان وما شئت من علامات التعجب !!!
إذ واجهنا فور دخولنا صورة معلقة لشخص ما هندي أو باكستاني المظهر,
وكذا كان الأمر على جدران السلم إذ وجدنا صورا أخرى ..

هنا أدركنا أن اختلافا ما جذريا يواجهنا في هذا المبنى , ولم نستعجل الحكم ..

صعدنا فوجدنا امرأة من القارة الهندية قد سبقتنا إلى مصلى النساء ,
ثم دخلت بعدنا بقليل امرأة أخرى , فشرعت في الصلاة ومقدمة رأسها مكشوفة .
ولم تتقبل المرأة تنبيهي حين أشرت إلى شعرها البادي بعدما انتهت من الصلاة كعادتنا نحن النساء في تنبيه بعضنا بعضا حول هذا الأمر
بل واصلت صلاتها وجزء من مقدمة شعرها مكشوفا ..
كأنما لم أنبهها إلى شيء , أو كأن أمرا لا يعنيها في ذلك
أو أنها -على أحسن تقدير -لم تفهم إيماءاتي وإشاراتي في التنبيه ..

أقيمت صلاة الجمعة , فاصطففنا وصلينا ,
وما أن انتهت الصلاة حتى توجّهت نحونا المرأة الهندية التي التقيناها أول دخولنا وقابلتنا بدماثة ,
وأصرت على استضافتنا في بيتها في الطابق السفلي ..
يبدو أنها كانت زوجة إمام المسجد أو مؤذنه .
شكرناها , ولكننا اعتذرنا منها لما كان في خواطرنا من علامات استفهام كثيرة ..

وعند الخروج تحدثنا فيما بيننا كثيرا بحديثٍ عما لحظناه ..
وأفترضنا أن هذه الأحمدية ربما تتبع أحد الفرق ..
دفعني هذا الافتراض بعد ذلك إلى أن أبحث حول اسم "ميرزا غلام أحمد"
وهو الاسم الذي وجدته مذيِّلا لإحدى الصور المعلقة .
فوجدت أنه مؤسس الفرقة القاديانية*
لقد كان المسجد تابعا للفرقة القاديانية !
بدأ ميرزا غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله،
ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ,
والقاديانية وإن ادعت كونها إسلامية إلا أنها دين مُخْتَرَعٌ جديد ،
ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية ،
وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي .
هنا تماما , وعند هذه المعلومة بالتحديد , وجدت إجابة لسؤال كبير ألح علي كثيرا عند رؤيتي لإمكانات المسجد الأحمدي المتقدمة التي نادرا ما تتاح لمساجد سنية ..
فربما تتلقى هذه الفرقة دعما أوروبيا , كما تتلقى الصوفية الدعم الأمريكي ..
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي , تقضي بكفر القاديانية .
هنا تساءلت عن حكم صلاتنا , وما إذا كان يجب علينا إعادتها ؟**
مما يذكر في تصدي أهل السنة لمؤسس القاديانية أن الشيخ أبوالوفا ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث قد بَاهَلَه على من يموت الكاذب منهما في حياة الصادق ، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك المرزا غلام احمد القادياني في عام 1908م.

إن كثيرا من الأحداث تمر عليك , فربما تكون فرصة ثمينة للمعرفة والتعلم والوعي ..
فبعد هذا الموقف وجدت في نفسي رغبة في البحث وكونت المعرفة اللازمة للتعامل مع هذه الفرقة من الناحيتين الفكرية والعملية .
وهذه الطريقة في التعلم من أفضل الطرق في اكتساب المعارف ..
ثم إن طرفا من العلم حول هذه الفرق من الأهمية بمكان في هذا الزمان الذي انفتحت فيه الثقافات على بعضها خصوصا , لكي يكون المرء على معرفة بمشارب الناس وموقعه منهم .

ولي عودة إلى مدينة زيورخ وما حولها من القرى والضواحي لوصف أروع ما رأت عيني من جمال الدنيا .. أسأل الله الجنة ..



.........................................
* لمزيد من المعلومات عن الفرقة القاديانية قم بزيارة
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=73966
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=4060&ln=ara

** جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (7/364) السؤال التالي :
هل تجوز الصلاة خلف الإمام المبتدع ؟
جواب اللجنة :
من وجد إماما غير مبتدع فليصل وراءه دون المبتدع ، ومن لم يجد سوى المبتدع نصحه عسى أن يتخلى عن بدعته ، فإن لم يقبل وكانت بدعته شركية كمن يستغيث بالأموات أو يدعوهم من دون الله أو يذبح لهم فلا يصلى وراءه لأنه كافر وصلاته باطلة ولا يصح أن يجعل إماما وإن كانت بدعته غير مكفرة كالتلفظ بالنية صحت صلاته وصلاة من خلفه .
وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=40147&ln=ara

هناك ٧ تعليقات:

غير معرف يقول...

| لوحة (1) |

أذكر أننا في تلك الرحلة والتي تلتها

في السنة التي بعدها . . . إستقلينا

حافلة السياحة مع مجموعة من السواح

|الأوربين والأمريكان واليابنين |

فقصدنا مدينة Luzern السويسرية

الجميلة والتي أبهرتنا بمناظرها الخلابة

وجلسنا على ضفاف نهر الراين في مطعم

بضاحية | zug | . . .

ـــــــــــ

| لوحة (2) | contone zug
تلك الضاحية الجميلة بشوارعها

الضيقة ...

وعندما حان وقت صلاة الظهر ذهبنا

للجزء الداخلي من المطعم حيث كنا نجلس

في الجزء الخارجي على النهر => ولعل

مادخلنا إليه كان مكان للعب القمار

في المساء فأردنا أن نستأذن لأداء

الصلاة هناك لأنه أنسب الأماكن فحاولنا

أن نشرح لهم أننا نريد أن نصلي pray

فاستغربوا منا لأنهم فهموا أننا نريد

play(والعياذ بالله) فقالت باستغراب

(play)!!!!!

ـــــــــــ

| لوحة (3) |

أما سيرنا بين تلك المناظر التي أبدعها

الخالق سبحانه فكانت آية في الجمال

ألسنتنا مافتأت من التسبيح وكنت أرى

رفقاؤنا في الرحلة من غير المسلمين

ليلتقطون الصور للجبال والنهر ooh , ooh ,ooh

وكنت أقول في نفسي لعله حجة عليهم

بعدم ذكرهم لله بعدما رأوا بديع صنع

الله سبحانه في الكون وهذا من تبلد

الإحساس لديهم ...

ممررنا في الطريق السريع على مدينة

(بازل Bazel) دون الدخول إليها ..

وتسمى بلد الدواء والاستشفاء .. فكنا

على مقربة من مصنع (نستلة) للأغذية

حينما أشار مرشد الرحلة إلى إحدى

الجهات معرفا بهذا المصنع ..

ـــــــــــ

غير معرف يقول...

أختنا الفاضلة...
لقد مر عليّ نفس الموقف في إيرلندا حيث وجدت بعض المتعصين للمذهب القادياني , و يدافعون عنه و يسوقون الأدلة الخرافية التي تصب في دائرته ...و لما وجدتهم بهذا الشكل و بهذا التعصب آثرت الأنصراف و عدم إهدار الوقت .
و إن سرتم في أوربا و لم تستمتعوا برحلتكم عبر سيارة خاصة , فإنه فات عليكم شيء عظيم من سحر الطبيعة السويسرية , حيث أن قيادة السارة في سويسرا تجعل المرء يكتشف كل صغيرة و كبيرة من المدن و الأرياف السويسرية . و لا أخفيك أختنا الفاضلة , أن المدن لا تستهوين بالقدر الذي يستهويني الريف بجماله , سواء الريف السويسري أو الهولندي أو النمساوي , أما الريف الألماني فأجده غير محبب لنفسي ..بارك الله فيكم
و رحلات موفقه و أيام سعيدة .

غير معرف يقول...

جزاك الله خيراً ، مقال ممتع .. :)

رحيل يقول...

انعكاس اللوحة 1
كم كانت لوزيرن مبهرة .. سبحان مبدعها !
انعكاس اللوحة 2
بالفعل كان مكانا هادئا وخاليا من الناس , فظننا أنه أنسب الأماكن لصلاتنا, ولكن ..
انعكاس اللوحة 3
في لوزيرن سألت نفسي كثيرا .. كيف ستكون جنة الرحمن ؟!
إن كان بعض الدنيا من الجمال ما يتيه به العقل انبهارا .
فالجنة لن تدركها عقول دنيوية , فهي لا أذن سمعت , ولا عين رأت , ولا خطر على قلب بشر ..

أوتغبطين ذاكرتي يا غالية ؟!
لقد منحتِها من تفاصيل الرحلة ما لو عصرت المخ عصرا ما استحضرتها ( اللهم بارك ).
لك بالغ العرفان الثريا ..
وستجد تفاصيلك الثرية مكانها - إن شاء الله - فيما سيخصص عن لوزيرن وزوق .
حياك الله ..

رحيل يقول...

الرحالة الفاضل نسيم نجد

قد ذكرت " أن المدن لا تستهويني بالقدر الذي يستهويني الريف بجماله " وهذا ما لحظته لأول وهلة في مدونتكم .
وبالفعل بخلاف الريف السويسري , لم أجد في طبيعة الريف الألماني من جمال الطبيعة ما وجدته في زيارتي لبعض مناطق ريف سويسرا ! ربما اعتمد ذلك على منطقة الزيارة ؟ .. ربما .
أما التنقل بالسيارة بين المناطق الخضراء فأعتقد أنه بلا شك يضاعف متعة السفر , ويحقق للفرد فرصة الوقوف متى شاء , والتأمل والتفكّر في خلق الله تبارك وتعالى .
قد كانت لي تجربة السفر بالقطار في أوروبا , وهي لا بأس بها ..

شكرا لك ,,

رحيل يقول...

تكوين
دمت زائرا مرحبا به في الأحبار ..
شكرا لمتابعتك ,,

غير معرف يقول...

ذكرتيني بحادثة حصلت لنا
حينما كنا في كراتشي (باكستان) حيث كان الوالد يدرس بدورة
فدخلنا مسجدا جميلا عظيما
وصلينا ركعتين تحية المسجد ثم تجولنا به لنجد المفاجأة
قبر في قبلة المسجد!
الله يهدي ضال المسلمين